في عالمنا الحديث الذي يتسم بالتحديات المتزايدة وسرعة وتيرة الحياة، أصبح من السهل أن نقع في فخ العادات السلبية دون أن نشعر. هذه العادات، وإن بدت بسيطة أو غير ضارة في بدايتها، قد تتحول مع الوقت إلى سلوكيات متجذرة تؤثر سلبًا على إنتاجيتنا وصحتنا النفسية والعقلية وحتى على علاقاتنا الاجتماعية والمهنية.
التسويف المستمر، الإدمان الرقمي، التفكير السلبي، تناول الطعام بدافع التوتر، وغيرها الكثير من السلوكيات التي قد تصبح حواجز ضخمة أمام تحقيق أهدافنا.
وهنا يظهر دور “اللايف كوتش” كأداة فعالة تساعدنا على كسر هذه الدائرة، وإعادة توجيه حياتنا نحو الأفضل بطريقة مدروسة وعملية.
من هو اللايف كوتش؟
اللايف كوتش (Life Coach) هو شخص محترف مدرّب على مساعدة الأفراد في تطوير حياتهم الشخصية والمهنية من خلال تقديم الإرشاد والتوجيه. لا يعتبر اللايف كوتش معالجًا نفسيًا أو طبيبًا، بل هو أشبه بشريك في النجاح، يعمل معك على استكشاف ذاتك، وتحديد أهدافك، وصياغة خطة تنفيذية للوصول إليها.
يعتمد اللايف كوتش على تقنيات مستندة إلى علم النفس الإيجابي، البرمجة اللغوية العصبية، والاستراتيجيات التحفيزية الحديثة، بهدف تعزيز وعيك الذاتي، وتنمية قدرتك على اتخاذ قرارات فعالة تتماشى مع قيمك وطموحاتك.
وما يميز اللايف كوتش هو قدرته على الإصغاء العميق، وطرح الأسئلة الفعّالة، مما يساعدك على رؤية الأمور من زوايا مختلفة لم تكن تلاحظها من قبل.

كيف تنشأ العادات السلبية؟
العادات السلبية لا تتشكل بين ليلة وضحاها، بل هي نتيجة سلسلة من السلوكيات المتكررة التي يتم ربطها بمشاعر معينة أو مواقف محددة. عندما يجد الإنسان راحة مؤقتة أو هروبًا سريعًا من الضغط من خلال سلوك معين (مثل تصفح الهاتف أو تناول طعام غير صحي)، يبدأ الدماغ في ربط هذا السلوك بالإحساس الإيجابي، مما يشجع على تكراره.
ومع الوقت، يتحول هذا السلوك إلى نمط تلقائي يصعب تغييره، خاصة إذا ارتبط بمشاعر قوية أو ظروف حياتية متكررة.
على سبيل المثال:
- التسويف: ليس مجرد كسل، بل غالبًا ما يكون ناتجًا عن خوف من الفشل أو شعور بعدم الكفاءة.
- الأكل العاطفي: وسيلة للهروب من مشاعر مثل القلق، الحزن أو الوحدة.
- الإدمان على الهاتف: تعويض عن نقص في التواصل الواقعي أو الترفيه الفعلي.
فهم الأسباب العميقة وراء هذه العادات هو أولى خطوات التغيير، وهو ما يساعدك اللايف كوتش على الوصول إليه بطريقة ممنهجة ومدروسة.
كيف يساعدك اللايف كوتش في كسر تلك العادات؟
اللايف كوتش لا يقدم حلولًا سريعة، بل يعمل على بناء استراتيجية تغيير طويلة المدى تقوم على الوعي، التحليل، والتحفيز. فيما يلي أبرز الطرق التي يعتمدها اللايف كوتش:
1. الوعي والتحليل العميق
يقوم اللايف كوتش بمساعدتك على إدراك العادات السلبية التي تمارسها بشكل لا شعوري، ويستخدم أدوات تحليل مثل خرائط العادات، وتمارين التأمل الواعي لفهم متى وأين ولماذا تظهر هذه السلوكيات.
هذا الوعي الذاتي هو الأساس الذي يُبنى عليه أي تغيير حقيقي ومستدام.
2. وضع أهداف واقعية ومحددة
بدلاً من تعبيرات غامضة مثل “أريد أن أكون أفضل”، يعمل الكوتش معك على تحويل رغباتك إلى أهداف ذكية (SMART Goals) – أي محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، ومقيدة بزمن.
مثلًا: “أرغب في تقليل استخدام الهاتف من 4 ساعات إلى ساعة ونصف يوميًا خلال 3 أسابيع”.
3. بناء خطة عمل متكاملة
لا يكفي أن تعرف العادة السلبية وتريد تغييرها، بل تحتاج إلى خطة مفصلة تحتوي على:
- خطوات تنفيذية يومية
- تحديد العقبات المحتملة وكيفية التعامل معها
- أدوات للمراقبة الذاتية مثل كتابة اليوميات أو استخدام تطبيقات تتبع السلوكيات
4. المساءلة والتحفيز المستمر

يعمل اللايف كوتش كـ”شريك مساءلة”، أي أنه يتابع معك تنفيذ خطتك بشكل منتظم، ويمنحك التحفيز اللازم عند الشعور بالتعب أو الفتور. وجود شخص داعم يذكّرك بسبب بدايتك هو أحد أهم العوامل التي تجعل عملية التغيير أكثر فعالية واستمرارية.
5. إعادة برمجة العقل والعادات
باستخدام تقنيات نفسية فعّالة، يساعدك الكوتش على “إعادة توصيل” الدماغ بسلوكيات إيجابية. من أبرز هذه التقنيات:
- التخيل الإيجابي: تخيل نفسك بعد التخلص من العادة السلبية، وتحقيق الفائدة المرجوة.
- الربط الإيجابي: ربط السلوك الجديد بمكافأة فورية لتحفيز الاستمرار.
- الاستبدال الواعي: استبدال السلوك الضار بعادة بديلة ذات طابع إيجابي.
جدول: مقارنة بين العادات السلبية وبدائلها الإيجابية المقترحة من قبل لايف كوتش
العادة السلبية | أثرها الضار | البديل الإيجابي المقترح | التقنية المستخدمة |
التسويف | تعطيل المشاريع، ضعف الثقة بالنفس | تنظيم الوقت وتقسيم المهام | تقنية بومودورو + جدول زمني |
الحديث السلبي مع الذات | تحطيم التقدير الذاتي، تراجع الأداء | ممارسة التوكيدات الإيجابية والتقبل | تمرين الامتنان اليومي |
الإفراط في استخدام الهاتف | تشتت الذهن، ضعف العلاقات، قلة النوم | وضع حدود رقمية وروتين نوم صحي | تطبيقات مراقبة الوقت |
الأكل العاطفي | زيادة الوزن، مشاكل صحية، شعور بالذنب | تناول الطعام بوعي وربط الأكل بالجوع فقط | تقنية HALT + التأمل الواعي |
الكمالية | التوتر المستمر، تأجيل الإنجاز خوفًا من النقص | التركيز على التقدّم وليس الكمال | قاعدة 80/20 + جلسات مراجعة |
قصص نجاح واقعية
قصص النجاح هي أفضل دليل على فعالية الكوتشنغ. إليك بعض الأمثلة الملهمة:
- ليلى، موظفة في الثلاثينات، كانت تعاني من الإدمان الرقمي والتسويف. بمساعدة اللايف كوتش، بدأت بتطبيق روتين صباحي يقلل من استخدام الهاتف، ومع تقنية البومودورو استطاعت زيادة إنتاجيتها بنسبة 60% خلال شهرين فقط.
- أحمد، رجل أعمال، كان يجد صعوبة في التعامل مع الضغط من خلال الأكل المفرط. تعلم من خلال الكوتش كيفية التعرف على محفزات الجوع العاطفي، وأصبح يمارس التأمل والتنفس العميق كوسيلة بديلة للتفريغ العاطفي.
ماذا تتوقع من جلسات اللايف كوتش؟
كل جلسة كوتشينغ مصممة لتكون عملية وموجهة نحو النتائج. وفي العادة تشمل الجلسات:
- تقييم أولي لتحديد التحديات والأهداف
- تصميم خطة عمل مخصصة
- تقديم أدوات وتمارين شخصية
- مراجعة دورية للتقدم
- دعم نفسي وتحفيز متواصل
بعض الجلسات قد تتضمن واجبات بين الجلسات، تساعدك على تحويل المعرفة إلى أفعال ملموسة، مما يُسرّع من تحقيق التغيير المرغوب فيه.
هل اللايف كوتش بديل للعلاج النفسي؟
هذا سؤال مهم ويستحق التوضيح. اللايف كوتش لا يتدخل في علاج حالات مرضية مثل الاكتئاب الحاد، الفوبيا، أو الصدمات النفسية، بل يركز على الأشخاص الذين يتمتعون باستقرار نفسي نسبي ويرغبون في تحسين نوعية حياتهم.
إذا كنت تعاني من اضطرابات نفسية، يُفضل أن تبدأ مع مختص نفسي، ويمكن لاحقًا أن تكمل العمل مع كوتش بمجرد استقرار حالتك.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. كم عدد الجلسات التي أحتاجها مع لايف كوتش للتخلص من عادة سلبية؟
يعتمد ذلك على نوع العادة وشدتها، ومدى التزامك بالخطة. لكن في المتوسط، يحتاج معظم الأشخاص بين 6 إلى 12 جلسة لتحقيق نتائج ملموسة.
2. هل اللايف كوتش مناسب لأي فئة عمرية؟
نعم، يعمل اللايف كوتش مع الشباب، الموظفين، رواد الأعمال، وحتى كبار السن. المهم أن يكون هناك رغبة واستعداد للتغيير.
3. هل الجلسات يجب أن تكون حضورية؟
لا. الكثير من الكوتشينغ يتم عن بُعد عبر تطبيقات مثل up level ، وتكون بنفس الفعالية تقريبًا.
4. ما الفرق بين اللايف كوتش والمعالج النفسي أو المستشار؟
المعالج النفسي يركز على معالجة مشاكل نفسية وعاطفية، بينما الكوتش يعمل على الحاضر والمستقبل ويعزز الأداء والسلوك الإيجابي. كلاهما مهم، لكن لكل منهما مجال اختصاص مختلف.
منصة UpLevel
- منصة توجيه وتدريب رقمي متكامل: تقدم جلسات إرشاد فردية وبرامج كوتشينغ جماعية عبر منصة رقمية متطورة، تستهدف الأفراد والشركات معاً.
- خدمات موجهة لكل فئة:
- إرشاد فردي (mentorship) لتعزيز المهارات الشخصية والمهنية.
- كوتشينغ مخصّص للقادة والمدراء.
- تدريب فردي للفِرق على مهارات تقنية وتنظيمية.
- ورش عمل وجلسات جماعية لرفع أداء فرق العمل.
- خبراء معتمدون ومتخصصون: يضم فريقاً واسعاً من المرشدين والمدربين في مجالات مثل القيادة، الإدارة، الموارد البشرية، التقنية، التسويق، القانون، والمالي، جميعهم من أصحاب الخبرة والشهادات المتخصصة.
- استهداف الأفراد والشركات: تخدم المنصة التطوير الشخصي لرواد الأعمال والموظفين، إضافة إلى البرامج المؤسسية الموجهة لتحقيق أداء مؤسسي أعلى.
- محتوى داعم وموثّق: تنشر مقالات ودراسات حالة حول مواضيع مثل قياس الأداء، تطوير الكفاءات، وقياس العائد على الاستثمار في التدريب المهني.
- انطلاقها واستثمارها:
- تأسست في أبريل 2024 بقيادة إدريس الشايع وحمد اللحيدان.
- حصلت على جولة تمويل تأسيسية (Pre‑Seed) من مستثمرين ملائكيين.
مقرها في الرياض، وتواصل فعّال: مقر الشركة في شارع العليا بالرياض، وتتم مراعاة التعاون عبر
البريد الإلكتروني
الواتساب، مع إمكانية حجز عرض تجريبي.
خلاصة
العادات السلبية ليست قدرًا محتومًا، بل يمكن تغييرها متى ما توفر الوعي والرغبة الحقيقية في التحسين. من خلال الدعم المتخصص من لايف كوتش، يصبح لديك خريطة واضحة للتغيير، وشخص يدعمك ويحفزك عند التعثر.
ربما تكون العادة التي تعيقك الآن هي ذاتها التي ستفتح لك بابًا جديدًا نحو حياة أكثر اتزانًا ونجاحًا إذا قررت البدء. فابدأ اليوم، وخذ أول خطوة نحو نسخة أفضل من نفسك.