في عالم الكوتشنج الحديث، تُعد الجلسة الأولى خطوة محورية تحدد مسار العلاقة بين الكوتش والعميل (Coachee). كثيرون يتساءلون: هل الكوتشنج مجرد حديث تحفيزي؟ هل سيتم الحكم عليّ؟ هل سأشعر بالراحة؟
هذا المقال سيأخذك في جولة واقعية داخل جلسة كوتشنج احترافية، ليطمئنك ويمنحك تصورًا دقيقًا عما يمكن أن تتوقعه من هذه التجربة التحويلية.
ما هو الكوتشنج؟ (تعريف مبسط)
الكوتشنج هو عملية شراكة مهنية تهدف إلى تعزيز الوعي، وتحفيز التفكير، وتحقيق الأهداف الشخصية أو المهنية من خلال حوارات موجَّهة.
ولا يُعد الكوتش معالجًا نفسيًا أو مستشارًا يقدم حلولًا جاهزة، بل يعمل على تمكين العميل لاكتشاف إمكانياته بنفسه.
ماذا يحدث خلال الجلسة الأولى من الكوتشنج؟
تشبه الجلسة الأولى لقاء تعارف رسمي، لكنها أعمق وأكثر تنظيمًا مما تتخيل. إليك الخطوات التي تمر بها غالبًا:
1. بناء العلاقة وتحديد السياق
- تقديم تعارف متبادل.
- تحديد ما يريده العميل من الكوتشنج (تطلعاته/أهدافه).
- توضيح ما يفعله الكوتش وما لا يفعله.
- توقيع اتفاقية الكوتشنج
- تحديد عدد الجلسات.
- مناقشة السرية.
- توضيح المسؤوليات.
3. استكشاف الخلفية والسياق الحالي
- ما الذي يدفعك للكوتشنج الآن؟
- ما هي التحديات أو الفرص التي تواجهها؟
- وضع هدف أولي للجلسات
- صياغة هدف محدد قابل للقياس.
- اختبار مدى التزام العميل بهذا الهدف.
- تقنيات بناء الوعي
- طرح أسئلة عميقة.
- التفكير في الأنماط السلوكية.
- تمارين قصيرة إن لزم الأمر.
جدول: مقارنة بين توقعات العميل والممارسات الفعلية في الجلسة الأولى

التوقع الشائع | الحقيقة الواقعية داخل جلسة الكوتشنج الأولى |
الكوتش سيقدم لي نصائح مباشرة | الكوتش لا يقدم نصائح، بل يطرح أسئلة تساعدك على اكتشاف الحل |
سأكون مُقيَّمًا أو مُنتقَدًا | الكوتشنج بيئة خالية من الحكم أو النقد |
سأخرج من الجلسة بنتائج فورية | الجلسة الأولى للتهيئة والاستكشاف، والنتائج تبدأ بالظهور لاحقًا |
لا أعرف ماذا أقول أو من أين أبدأ | الكوتش سيقودك بلطف عبر الحوار، لا حاجة لتحضير مسبق |
الكوتش سيأخذ بزمام الأمور طوال الوقت | العلاقة تشاركية، والعميل يملك زمام قراراته دائمًا |
لماذا يلجأ الناس إلى الكوتشنج؟
وفقًا لدراسة حديثة صادرة عن International Coaching Federation (ICF) في عام 2023:
نسبة 80% من العملاء أفادوا بأن الكوتشنج ساعدهم على تحسين ثقتهم بأنفسهم،
و73% شهدوا تحسنًا في علاقاتهم الشخصية والمهنية،
في حين أن 72% استطاعوا تحديد وتحقيق أهداف محددة بوضوح.
هذه الأرقام تُظهر كيف يمكن لجلسة كوتشنج احترافية أن تكون نقطة تحوّل فعلية في حياة الأفراد.
هل الكوتشنج يناسبك؟
الكوتشنج هو عملية تطويرية منظمة تركز على إطلاق إمكانيات الأفراد وتمكينهم من تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية بوعي ذاتي عميق. يتم ذلك من خلال أدوات وأساليب قائمة على طرح أسئلة قوية، الاستماع النشط، وبناء علاقة ثقة بين الكوتش والمستفيد، ما يساعد على توسيع آفاق التفكير واتخاذ قرارات استراتيجية فعالة.
بعكس الاستشارات التي تعتمد على تقديم حلول جاهزة، أو العلاج النفسي الذي يعالج مشكلات الماضي، فإن الكوتشنج يركز على الحاضر والمستقبل، ويشجع الأفراد على اكتشاف الحلول بأنفسهم، مما يمنحهم شعورًا أكبر بالتمكين والمسؤولية.
أهمية الكوتشنج في المسار المهني لا تقتصر فقط على القادة أو المدراء التنفيذيين، بل تمتد لتشمل الموظفين، رواد الأعمال، الباحثين عن شغفهم المهني، بل وحتى من يسعون لتحسين جودة حياتهم.
أبرز فوائد الكوتشنج في الحياة المهنية:
- ✅ تعزيز الأداء الشخصي والمهني من خلال التركيز على نقاط القوة ومعالجة التحديات.
- ✅ بناء الثقة بالنفس واتخاذ قرارات مدروسة تتوافق مع القيم والأهداف الشخصية.
- ✅ تحسين مهارات التواصل الفعّال، خاصة في بيئات العمل الجماعي والقيادة.
- ✅ تحفيز الإبداع وحل المشكلات بطرق مبتكرة وغير تقليدية.
- ✅ دعم التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، وتجنب الاحتراق الوظيفي.
- ✅ تحقيق وضوح الرؤية المهنية وتحديد الأهداف طويلة المدى والخطوات العملية للوصول إليها.
- ✅ تسريع مسارات الترقية أو التحول المهني، من خلال بناء خطة تطوير ذاتي واضحة.
في بيئات العمل الحديثة، باتت العديد من الشركات العالمية تعتمد على الكوتشنج كأداة استراتيجية لتطوير القيادات، رفع الإنتاجية، وتحقيق رفاه الموظفين. ووفقًا لتقارير سوق العمل، فإن الأفراد الذين يستفيدون من جلسات كوتشنج احترافية يسجلون معدلات أعلى في الأداء والرضا الوظيفي مقارنة بغيرهم
أهم فوائد جلسة الكوتشنج الأولى

الفائدة | التفسير |
الشعور بالوضوح | تبدأ في رؤية الصورة الكاملة لمشكلتك أو هدفك |
التخلص من التشتت | تبدأ في تنظيم أفكارك وخياراتك |
بناء الثقة مع الكوتش | تتشكل علاقة مهنية داعمة وآمنة |
تفعيل الالتزام | بمجرد تحديد الهدف، تصبح أكثر التزامًا تجاه تحقيقه |
أسئلة شائعة FAQs
- هل يجب أن أجهّز شيئًا قبل الجلسة الأولى؟
لا يُشترط، لكن يُفضل التفكير في هدف عام تود العمل عليه أو تحدٍ يشغلك حاليًا.
- كم مدة الجلسة الأولى؟
عادة ما تتراوح بين 60 إلى 90 دقيقة.
- هل يمكنني إيقاف الكوتشنج بعد الجلسة الأولى؟
نعم، فالجلسة الأولى تُعد فرصة لتقييم مدى التوافق مع الكوتش.
- هل الكوتشنج يناسب المشكلات النفسية؟
لا، الكوتشنج لا يُعالج الاكتئاب أو الصدمات النفسية. في هذه الحالات يُفضل الرجوع لمعالج نفسي.
- هل الكوتشنج فقط للأشخاص الذين يعانون من مشكلات؟
أبدًا! الكوتشنج أيضًا للناجحين الذين يرغبون في الوصول إلى مستويات أعلى من الإنجاز.
خلاصة
الجلسة الأولى من الكوتشنج هي بمثابة بداية رحلة من الاستكشاف والتأمل في الذات. هي مساحة آمنة يتم فيها إطلاق العنان للتفكير دون أحكام أو توقعات مسبقة، مما يسمح لك بالتفاعل الصادق مع أفكارك وأهدافك. قد لا تُحل جميع تساؤلاتك في هذه الجلسة، لكنك ستخرج منها بقدر أكبر من الفهم لنفسك، مع أسئلة جديدة تفتح لك آفاقًا أعمق للنمو والتطور. في النهاية، ما يميز الكوتشنج هو أن الهدف ليس تقديم الإجابات الجاهزة، بل هو تعزيز قدرتك على اكتشاف الحلول التي تتناسب مع إمكانياتك الفريدة.