في عصر التغيرات السريعة وسوق العمل التنافسي، لم يعد تحفيز الموظفين مجرد رفاهية أو خيار إضافي، بل أصبح ضرورة استراتيجية لكل مؤسسة ترغب في تحقيق الاستدامة والنمو. تحفيز الموظفين لا يعتمد على الرواتب والمكافآت فقط، بل يرتبط بمدى شعور الموظف بالقيمة، والقدرة على التطور، والانتماء للمنظمة. وفي هذا الإطار، يلعب الكوتش (المدرّب الشخصي) والموجّه المهني دوراً محورياً في تعزيز الحافز الداخلي، وإطلاق الطاقات الكامنة لدى الأفراد، ما ينعكس على أداء الفريق ككل.
في هذا المقال، نناقش بالتفصيل دور الكوتش والموجّه المهني، ونوضح كيف يسهمان في رفع الأداء الفردي والجماعي، مع تقديم أدوات عملية وأسئلة شائعة تساعد على فهم الموضوع بشكل أعمق.
دور الكوتش في تحفيز الموظفين
الكوتش هو شريك استراتيجي للموظف، يهدف إلى مساعدته على اكتشاف إمكاناته وتطوير مهاراته وصياغة رؤيته المستقبلية. يقوم الكوتش بخلق بيئة من الثقة، بحيث يشعر الموظف بالأمان للتعبير عن أفكاره ومخاوفه وتطلعاته.
أدوات الكوتش لتحفيز الأداء:
- الجلسات الفردية العميقة: يخصص الكوتش وقتاً كافياً لفهم طبيعة شخصية الموظف، ما يساعده على تحديد الحواجز الذهنية التي تعيق تحقيق الأداء الأمثل.
- الأسئلة القوية: مثل “ما الذي يجعلك فخوراً بعملك؟” أو “كيف يمكنك استغلال نقاط قوتك الحالية لمواجهة التحديات؟” هذه الأسئلة تفتح المجال للتفكير العميق وتبني الحافز الداخلي.
- التغذية الراجعة البنّاءة: يقوم الكوتش بتسليط الضوء على الإنجازات الصغيرة، مما يساعد على بناء ثقة الموظف بنفسه تدريجياً.
- بناء خطط تطوير شخصية: يعمل الكوتش على وضع خارطة طريق واضحة، تشمل أهدافاً قصيرة وطويلة الأجل، مع متابعة الأداء باستمرار.
مثال عملي: في إحدى الشركات الناشئة، تم تعيين كوتش للعمل مع فريق المبيعات. بعد جلسات تدريبية استهدفت فهم نقاط القوة لكل فرد، ارتفعت نسبة إتمام الصفقات بنحو 25% خلال 3 أشهر فقط.
موضوع اخر مقترح : الكوتشنج الوظيفي | كيف يساعدك على تجاوز الركود المهني؟

الموجّه المهني ودوره في تعزيز مسار الموظف
الموجّه المهني يشبه “البوصلة” التي تساعد الموظف على اتخاذ القرارات المهنية الصحيحة. من خلال خبرته الطويلة ومعرفته العملية، يقدم الموجّه نصائح مباشرة تساعد الموظف على تجنب الأخطاء الشائعة.
كيف يساهم الموجّه المهني في رفع الأداء؟
- نقل الخبرات العملية: على سبيل المثال، قد يشارك الموجّه أساليب مجربة للتعامل مع العملاء أو إدارة الوقت بفعالية.
- بناء الثقة المهنية: من خلال مشاركة قصص نجاحه أو العقبات التي تجاوزها، يعطي الموجّه دافعاً قوياً للموظفين.
- تعزيز التفكير الاستراتيجي: يساعد الموظف على رؤية الصورة الكبيرة، مثل فهم أثر أدائه على الأهداف العامة للشركة.
- تطوير مهارات القيادة: يدرب الموجّه الموظفين على كيفية اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات.
مثال عملي: في شركة تكنولوجيا، ساعد الموجّه أحد الموظفين على إعادة توجيه مساره المهني من قسم الدعم الفني إلى قسم إدارة المشاريع، مما أدى إلى زيادة كفاءته وسعادته الوظيفية.
كيف يسهم الكوتش والموجّه في رفع أداء الفريق؟
- زيادة التفاعل بين الموظفين: من خلال تعزيز مهارات الاتصال وحل النزاعات.
- تعزيز الإبداع: عندما يتم تمكين الموظفين وإعطاؤهم الثقة، تظهر أفكار جديدة مبتكرة.
- تقليل معدل الاستقالات: إذ يشعر الموظف بأنه مدعوم وله فرصة للنمو داخل المؤسسة.
- تحسين الإنتاجية: عبر توضيح الأهداف الفردية وربطها بأهداف الفريق الكبرى.
- خلق بيئة عمل إيجابية: حيث يتم تشجيع الموظفين على مشاركة أفكارهم بحرية دون خوف من الفشل.
مثال: في إحدى المؤسسات المالية، أدى تطبيق برنامج يجمع بين الكوتشينغ والتوجيه المهني إلى تقليص معدل الدوران الوظيفي بنسبة 30% خلال عام واحد.

3 استراتيجيات حديثة للتحفيز الداخلي
- التحفيز عبر الغاية (Purpose-Driven Motivation): عندما يعرف الموظف أن عمله يساهم في تحقيق هدف إنساني أو اجتماعي أكبر، يصبح أكثر التزاماً وإبداعاً.
- التحفيز عبر الاستقلالية (Autonomy): منح الموظفين مساحة لاتخاذ القرارات الخاصة بعملهم يعزز شعورهم بالمسؤولية.
- التحفيز عبر التعلّم المستمر (Continuous Learning): توفير فرص تدريبية ودورات متقدمة يدفع الموظفين للشعور بالتطور والنمو الدائم.
الأسئلة الشائعة
- ما الفرق الأساسي بين الكوتش والموجّه المهني؟
الكوتش يركز على تطوير إمكانيات الفرد من خلال الأسئلة والتحفيز، بينما يعتمد الموجّه على تقديم نصائح مباشرة من واقع خبرته العملية.
- هل يمكن أن يعمل الكوتش والموجّه معاً في نفس الفريق؟
نعم، إذ يمكن الجمع بين التحفيز الذاتي الذي يقدمه الكوتش، والخبرة العملية التي يقدمها الموجّه، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
- هل التحفيز الداخلي أهم من الحوافز المادية؟
التحفيز الداخلي غالباً ما يكون أكثر استدامة لأنه ينشأ من رغبة الموظف في تحقيق هدف شخصي ومعنوي، بينما الحوافز المادية تأثيرها مؤقت غالباً.
- كم تستغرق برامج الكوتشينغ أو التوجيه المهني عادةً؟
تختلف المدة حسب الأهداف المحددة، لكنها غالباً ما تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، مع إمكانية تمديدها بناءً على احتياجات الفريق.
- هل يمكن تطبيق الكوتشينغ في الشركات الصغيرة؟
بالتأكيد، بل يمكن أن تكون نتائجه أكثر وضوحاً لأنه يركز على بناء ثقافة تواصل قوية منذ البداية.
منصة UpLevel
- منصة توجيه وتدريب رقمي متكامل: تقدم جلسات إرشاد فردية وبرامج كوتشينغ فردية عبر منصة رقمية متطورة، تستهدف الأفراد والشركات معاً.
- خدمات موجهة لكل فئة:
- إرشاد فردي (mentorship) لتعزيز المهارات الشخصية والمهنية.
- كوتشينغ مخصّص للقادة والمدراء.
- تدريب فردي للفِرق على مهارات تقنية وتنظيمية.
- ورش عمل وجلسات جماعية لرفع أداء فرق العمل.
- خبراء معتمدون ومتخصصون: يضم فريقاً واسعاً من المرشدين والمدربين في مجالات مثل القيادة، الإدارة، الموارد البشرية، التقنية، التسويق، القانون، والمالي، جميعهم من أصحاب الخبرة والشهادات المتخصصة.
- استهداف الأفراد والشركات: تخدم المنصة التطوير الشخصي لرواد الأعمال والموظفين، إضافة إلى البرامج المؤسسية الموجهة لتحقيق أداء مؤسسي أعلى.
- محتوى داعم وموثّق: تنشر مقالات ودراسات حالة حول مواضيع مثل قياس الأداء، تطوير الكفاءات، وقياس العائد على الاستثمار في التدريب المهني.
مقرها في الرياض، وتواصل فعّال: مقر الشركة في شارع العليا بالرياض، وتتم مراعاة التعاون عبر
Email
الواتساب، مع إمكانية حجز عرض تجريبي.
الخاتمة
إن تحفيز الموظفين ليس مجرد خطة عابرة، بل هو فلسفة متكاملة تعكس قيم المؤسسة ورغبتها في تمكين أفرادها. يلعب كل من الكوتش والموجّه المهني دوراً محورياً في هذا السياق، من خلال تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير القدرات، وإيجاد بيئة عمل محفزة ومرنة. الجمع بين الخبرة العملية للموجّه وأدوات التحفيز النفسي للكوتش يمكن أن يرفع الأداء إلى مستويات غير متوقعة، ويحوّل الفريق إلى قوة إنتاجية وإبداعية مستدامة.